بحث من إعداد: أحمد طه الدليمي
ترجمة حريز بن عثمان:
حريز بن عثمان بن جبر بن أحمر بن أسعد أبو عثمان وقيل أبو عون الرحبي الحمصي. ولد سنة ثمانين ومات سنة ثلاث وستين ومائة.
وهو مجمع على توثيقه.
وقد سئل أحمد بن حنبل عنه فقال: ثقة، ثقة، ثقة.
ونقل البخاري: عن محمد بن المثنى أنه قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا حريز بن عثمان أبو عثمان، ولا أعلم أني رأيت أحدا من أهل الشام أفضله عليه.
وقد روى له البخاري والأربعه. مات حريز سنة ثلاث وستين ومائة ومولده سنة ثمانين. ( )
المذهب العقدي لحريز بن عثمان:
كما بينا آنفا أن حريز بن عثمان كان محدثا ثقة وهو من رجال البخاري.
وقد أُخذ عليه بأنه كان ينال من علي بن ابي طالب . وقد اختلف أهل العلم في نسبة هذا الإتهام.
وسنذكر هنا أقوال كل فريق:
الفريق الأول: أثبتوا أنه كان ينال من علي. ومنهم:
ابن حبان والذي قال: كان حريز يلعن على بن طالب بالغداة سبعين مرة وبالعشي سبعين مرة فقيل له في ذلك فقال هو القاطع رءوس آبائي وأجدادي القوس وكان داعية إلى مذهبه وكان علي بن عياش يحكي رجوعه عنه وليس ذلك بمحفوظ عنه.
ونقل بسنده إلى أبي نافع بن بنت يزيد بن هارون قالت رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت ما فعل بك ربك قال غفر لي وشفعني وعاتبني فقلت له أما قد غفر لك فقد علمت ففيم عاتبك قال قال لي يزيد بن هارون كتبت عن حريز بن عثمان قال قلت يا رب ما رأيت منه إلا خيرا قال إنه كان يشتم على بي أبي طالب .
ونقل بسنده أيضا الى إسماعيل بن عياش قال خرجت مع حريز بن عثمان وكنت زميله فسمعته يقع في علي فقلت مهلا يا أبا عثمان بن عم رسول الله وزوج ابنته فقال اسكت يا رأس الحمار لأضرب صدرك فألقبك من الحمل. ( )
الفريق الثاني: أنه تاب من هذا الفعل:
قد نقل البخاري عن أبي اليمان أنه قال: كان حريز يتناول من رجل ( يعني علي ) ثم ترك ذلك. ( )
الفريق الثالث: نفوا أنه كان ينال من علي
ونقل ابن عدي بسنده الى علي بن عياش قال: سمعت حريز بن عثمان يقول لرجل ويحك تزعم أني أشتم علي بن أبي طالب والله ما شتمت عليا قط. ( )
وقد قال الخطيب عنه: و(حكي عنه من سوء المذهب، وفساد الاعتقاد ما لم يثبت عليه)( )
ثم ساق (الخطيب) بسنده الى شبابة، قال: سمعت حريز بن عثمان، قال له رجل: يا أبا عمرو بلغني أنك لا تترحم على علي قال: فقال له: اسكت، ما أنت وهذا؟ ثم التفت إلي، فقال: رحمه الله مائة مرة. ( )
وقال أبو حاتم: (ولم يصح عندي ما يقال في رأيه، ولا أعلم بالشام أثبت منه) ( )
تحقيق القول في صحة هذا الإدعاء :
تبين لي بعد الدراسة والاطلاع على أقوال اهل العلم أن الراجح من هذه الاقوال أن حريزا كان بريئا مما نسب إليه من النيل من الإمام علي مع الأخذ بنظر الاعتبار أنه كان شائعا عليه ذلك في عصره. وإلا لما نفى ذلك عن نفسه. ومما يجعلنا نرجح براءته من هذا الاتهام ما يأتي:
1- إنه صرح بذلك. كما في روايتي ابن عدي والخطيب.
2- قد نفى عنه هذه التهمة ابو حاتم والخطيب. وابو حاتم هو من أكثر أهل عصره اطلاحا في احوال الرجال. والله أعلم.